يجب على الآباء الراغبين في رؤيتهم أبناءهم صالحين أن يصلحوا أنفسهم أوّلًا. شيخ الإسلام الدکتور محمّد طاهرالقادری

خاطب شيخ الإسلام الدکتور محمد طاهرالقادری الاجتماع الثالث لمدينة الاعتكاف في موضوع ’’حقوق وواجبات الوالدين (في ضوء الأحاديث النبوية)‘‘، وقال في حديثه: إنه في بلد ينهب فيه الحكام لن ينتهي التضخّم أبدًا، ولن يبقى خير في هذا الـمجتمع.

مدينة الاعتكاف التابعة لمنهاج القرآن الدولي هي مدينة للتعليم والتدريب ومعرفة المفهوم الصحيح للدين. فالآباء هم النموذج الأول للتربية الصالحة للأطفال. بناءً على ذلك يجب على الآباء الراغبين في رؤيتهم أبناءهم صالحين أن يصلحوا أوّلًا شخصياتهم وعاداتهم وأخلاقهم. وقال: إن الطريقة التي يخاطب بها الزوج والزوجة بعضهما البعض في المنزل يتبنى الأطفال نفس اللهجة وأيضًا اللغة المنطوقة والأحداث التي تحدث في المنزل والبيت تلوح وتنقش في أذهان الأطفال.

وبالإضافة قال: إنّ أولادكم يتعاملون معكم مثل معاملتكم مع والديكم سواء كان تعاملكم جيّدًا أم كان سيّئًا، فعلينا أن نجعل أنفسنا صالحين أوّلًا إذا أردنا أن نجعل أطفالنا صالحين.

مأساتنا اليوم هي أنه حتى لو لم يكن الأطفال المسيئين فهم دائمًا مشغولون في وسائل التواصل الاجتماعي ولا يمنحون والديهم وقتًا ممتعًا. إنّ جلوسهم بجانب والديهم وانشغالهم على هاتفهم ومحمولهم وجوّالهم كأنّهم ليسوا معهم ولو كانوا جالسين بجانبهم حتى عملهم هذا يعتبر غير أخلاقي وغير مهذب فيجب على الشباب التخلّي عن هذا الوقاحة.

إنّ أويسا القرني هو التابعى الوحيد الذي ذكر اسمه الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لأنه كان بارًّا مع والدته. وقال للأسف إن الدين الذي نتعلمه بشكل عام هو: ’’دين التفضيلات، ودين الحوافز، ودين الطقوس، ودين الشغب‘‘. ومن يريد أن يطول عمره يجب عليه أن يكون لطيفًا وبارًّا مع والديه كما جاء فى الحديث النبوي.

قال: هذه الدعاء القرآني خاصة للآباء والأبناء: ’’رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.‘‘ [الأحقاف/15]

هكذا يتوسل العبد إلى خالقه: يا ربي، امنحني الفرصة لأطيع والديّ وأن أكون صالحًا حتّى يكون أطفالي وذرّيتى صالحين. وقال: إنّ الأب هو أكبر بوّابة من أبواب الجنة. والابن مهما كان يخدم والده فإنه لا يستطيع أن يفي بحق أبيه باستثناء الابن الذي يحرر والده العبد من خلال التبرع بالمال.

كما هنأ شيخ الإسلام تهنئة خاصة ودعا لجميع طلّاب كلية الشريعة والعلوم الإسلامية وكلية المنهاج للبنات الذين قاموا بخدمة معتكفي لمدينة الاعتكاف بقلوبهم وأرواحهم.

كما شارك في الاجتماع رئيس المجلس الأعلى الدكتور حسن محي الدين القادري ورئيس منهاج القرآن الدولي الدكتور حسين محي الدين القادري والأمين العام خرم نواز غندابور وسائر العلماء والأشخاص الآخرين من مختلف مناحي الحياة.