Gulf Media : حالة
المصدر: أخبار الخليج-البحرين
التاريخ : 3-مارس-2010
الكاتب: عبد المنعم ابراهيم
خلاصة:
كلما خطا رجال دين مستنيرون خطوة إلى الأمام، وجدنا رجال دين متشددين يعودون بنا خطوات إلى الوراء.. فيوم أمس كشف الدكتور محمد طاهر القادري مؤسس جمعية (منهاج القرآن) بباكستان.
المادة:
كلما خطا رجال دين مستنيرون خطوة إلى الأمام، وجدنا رجال دين متشددين يعودون بنا خطوات إلى الوراء.. فيوم أمس كشف الدكتور محمد طاهر القادري مؤسس جمعية (منهاج القرآن) بباكستان وبريطانيا في مؤتمر صحفي في لندن عن فتوى ضد المفجرين الانتحاريين، تعتمد على الأدلة الشرعية والثوابت الفقهية في حرمة قتل المدنيين الأبرياء وحرمة التفجيرات الانتحارية، وقال (ماجد نواز) مدير مؤسسة بحثية لمكافحة التطرف الديني لجريدة "الشرق الأوسط" يوم أمس: "إنه من الضروري التصدي لأفكار (المتشددين) وإظهار عدم انسجامها مع الإسلام التعددي والوسطي، وأن الشيخ القادري سيقول للإرهابيين: "اذهبوا إلى الجحيم بأعمالكم" وسيؤكد أهمية مطاردة عناصر القاعدة حتى يلقوا السلاح، أو يلاقوا ربهم".
بينما في الاتجاه الآخر نجد فتاوى دينية مغايرة تهدر الدماء، كما لو كان ذبح المسلم أقرب إلى ذبح النعجة! فقد أوردت وكالات الأنباء بالأمس تأييد علماء ودعاة سعوديين الفتوى التي أصدرها منذ أسبوع تقريباً رجل الدين السعودي الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك "بجواز قتل من يبيح الاختلاط!" حيث أباح قتل من يبيح الاختلاط في ميادين العمل والتعليم، واصفاً من يقوم بهذا العمل بالإنسان المرتد الكافر الواجب قتله! ووصف "البراك" الرجل الذي يسمح لأخته أو زوجته بالعمل أو الدراسة مع الرجال بالشخص الديوث (باللهجة البحرينية الديوس)! الذي لا يملك الغيرة على عرضه!.. الأمر الذي دفع هيئة الاتصالات السعودية إلى حجب موقع البراك على شبكة الإنترنت، بعد سلسلة الفتاوى التي أطلقها وأثارت جدلاً بين المواطنين.
وهكذا نجد أنفسنا أمام رجل دين مستنير يقف ضد الإرهابيين الانتحاريين، ورجل دين متشدد يهدر دماء الناس فقط لأنهم يعملون أو يدرسون في أعمال ومدارس مختلطة!
إذن مشكلتنا في العالم العربي والإسلامي هي وجود رجال دين لايزالون يعيشون في القرون الوسطى، فمثلاً فتوى "البراك" تكمن خطورتها في انها تهدر دماء المسلمين بكل سهولة، وتعزز الأفكار المتشددة التي تنشرها (الفئة الضالة) في السعودية والعالم الإسلامي.. فإذا كان الرجل يُقتل فقط لأنه يسمح لزوجته أو أخته بالعمل أو الدراسة في بيئة مختلطة! فكيف الحال بفتاوى (الفئة الضالة) التي تبيح قتل المسلم لأهداف سياسية؟!
إننا أمام حالة (استسهال) في إصدار الفتاوى الدينية.. بل وصلت إلى حد الإسهال!
Source : http://corp.gulfinthemedia.com/gulf_media/view_article_ar_print.php?print=1&id=1144899
Comments